الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
شرح لمعة الاعتقاد
344386 مشاهدة print word pdf
line-top
طائفة المعتزلة

وهناك طائفة وهم المعتزلة أخرجوا العاصي من الإيمان في الدنيا ولم يدخلوه في الكفر بل جعلوه في منزلة بين الكفر والإيمان ويسمونها المنزلة بين المنزلتين؛ ففي الدنيا يجعلونه لا مؤمنا ولا كافرا، بل بينهما؛ فلا يجعلونه كافرا يقاتل ويستحل دمه ويسبى ماله وتسبى نساؤه، ولا يجعلونه مؤمنا يوالى ويحب ويتعامل معه، بل يخرجونه من الإيمان، وأما في الآخرة فإنهم جميعا مع الخوارج يخلدونه في النار.
قد ذكرنا أن أصول المعتزلة خمسة شرحها أحدهم وهو القاضي عبد الجبار في كتاب له مطبوع سماه الأصول الخمسة وقد سموها بأسماء حسنة؛ الأول: التوحيد؛ ويريدون به نفي الصفات؛ لأن من أثبت الصفات عندهم فقد أثبت عددا فلا يكون موحدا.
الثاني: العدل؛ يريدون به نفي قدرة الله على أفعال العباد؛ فيدعون أن من أقر بأن الله خالق أفعال العباد فقد جعل الله تعالى غير عادل؛ حيث خلق فيهم المعاصي ثم يعاقبهم عليها، فأنكروا تمام قدرة الله.
الثالث: المنزلة بين المنزلتين إخراج العصاة من الإيمان، وعدم إدخالهم في الكفر.
الأصل الرابع: إنفاذ الوعيد؛ الأحاديث والآيات التي في وعيد العصاة ينفذونها ويجعلونها صحيحة، ويحكمون عليهم بالعذاب ويخلدونهم في النار.
الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ويضمنونه الخروج على الولاة إذا أظهروا شيئا من المعاصي.

line-bottom