الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
143553 مشاهدة
إحداث نية صيام النفل أثناء النهار

وأما النفل: فيجوز بنية من النهار.


قوله: (وأما النفل: فيجوز بنية من النهار):
أي: إن صيام النفلى يجوز أن ينويه أثناء النهار ولا يجب تبييته من الليل، لحديث عائشة قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني إذن صائم فالرسول أصبح مفطرا وظن أنه يجد عند أهله طعاما، ولما لم يجد عزم النيه على الصوم من الضحى.
ويصح صوم النفل بنية من النهار بشرطين:
الأول: إلا يكون قد أكل في أول النهار.
والثاني: إن يكون ما بقي من النهار أكثر مما مضى، فإذا لم ينو مثلا إلا بعد الظهر فلا يفيده؛ لأن النهار قد مضى.
وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم مهم صام يوما تطوعا ثم دخل على أهله فأخبروه بأنهم أهدي لهم طعام، فقال: أرينيه فلقد أصبحت صائما، فكل وقد ورد أيضا أن المتطوع أمير نفسه أن شاء أتم صيامه وإن شاء لم يتم.