إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
143721 مشاهدة
أركان الصلاة


والأركان القولية من المذكورات: تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة على غير مأموم، والتشهد الأخير، والسلام.


أركان الصلاة
قوله: (والأركان القولية من المذكورات: تكبيرة الإحرام... إلخ):
بعد أن بين المؤلف رحمه الله صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- مفصلة، بدأ بذكر الأركان القولية والفعلية والواجبات والسنن التي ورد ذكرها في صفة الصلاة.
فبدأ أولا بذكر أركان الصلاة القولية، وركن الشيء هو: جزء ماهيته، أي: بعض من أبعاضه، فمثلا المسجد مشتمل على أركان، فالجدار ركن، والعمود ركن، وهي أجزاء منه، وماهية المسجد هي: أرضه وسقفه وجدرانه وأعمدته وهكذا، والإنسان له أركان: فرأسه ركن ورجله ركن ويده ركن، وهي أجزاء منه.
وكذلك الصلاة لها أركان، وهي أجزاؤها التي تتكون منها، وقد ذكر المؤلف أن للصلاة أركانا قولية وفعلية، فتكبيرة الإحرام ركن قولي، وقراءة الفاتحة على غير المأموم ركن قولي، والتشهد الأخير ركن قولي، والسلام ركن قولي، فهذه أربعة أركان قولية.
وباقي أفعال الصلاة أركان فعلية: فالركوع، والرفع منه، والسجود، والجلوس بين السجدتين، والجلوس للتشهد الأخير، والقيام مع القدرة، والطمأنينة، كل هذه أركان فعلية.