جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
87556 مشاهدة
ورع الشعبي

وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: قال الشعبي والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، الشعبي رحمه الله عامر بن شراحيل من حفاظ التابعين وعلماء الأمة، وهو يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ ولهذا يقل نقل التفسير عن الشعبي التفاسير التي تنقل يقل أن ينقل عنه شيء في التفسير؛ ولكن في الحديث كان ثقة حافظا مرجعا من مراجع المحدثين. وهو مع ذلك يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها؛ يعني: وعرفت مدلولها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ فلأجل ذلك كان يتورع أن يحدث بكل ما سمع، وأن يحدث بكل ما علمه من تلك الآية، قد يكون بينهم اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد.