القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
145888 مشاهدة print word pdf
line-top
بيان ما يمكن التثبت من صحته من التفسير بالمنقول

يقول أما القسم الأول الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يستند إليه ولله الحمد، يعني الآثار التي يحتاج الناس إلى معرفة الصحيح منها يوجد ما يدل عليها إذا كان الناس بحاجة إلى معرفة دلالة الآية فلا بد من وجود أدلة تبينها إما عن الصحابة وإما عن التابعين وإما بالأحاديث المرفوعة، فكل شيء الناس بحاجة إليه لا بد أن يوجد دليل يبينه ويوضحه، كثيرا ما يوجد في التفسير والحديث والمغازي أمور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، يعني يوجد أحاديث التفسير مرفوعة ينقلها العلماء وأكثر من يعتني بها ابن كثير رحمه الله وذلك لأنه من المحدثين وهو يفسر الآيات بالآيات ثم يستدل عليها بالآيات والأحاديث، وإن كان أيضا قد يستدل بأحاديث ضعيفة لكن يرويها بأسانيدها، فيقول: قال الإمام أحمد كذا قال الإمام البزار كذا، ثم يسرد الإسناد، يقول: والنقل الصحيح يدفع ذلك يعني يدفع الكذب، بل هذا موجود فيما هو مستنده النقل، يعني الأدلة النقلية ظاهرة، كل شيء مستنده النقل يعني بالأسانيد فإنه موجود وفيما قد يعرف بأمور أخرى غير النقل يعني قد يوجد أيضا أقوال قال بها بعض السلف لكن عليها دليل وإن لم يكن منقولا.
يقول: والمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره، كل شيء يحتاج إليه الناس في الدين فلا بد أن يكون عليها أدلة تبين ما فيها من صحيح وغيره، مثل أحاديث الأحكام وآيات الأحكام وآثار الأحكام، الحلال والحرام نصب الله تعالى عليها أدلة تبين صحيحها وضعيفها، ووفق الله علماء الأمة فبينوا الصحيح من الضعيف وبينوا الصدق من الكذب.

line-bottom