إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
150507 مشاهدة print word pdf
line-top
الوجه الأول: تفسير يعلمه العرب

يقول: قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس - أبو الزناد من صغار التابعين يظهر أنه أدرك ابن عباس - قال ابن عباس - التفسير على أربعة أوجه وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
هذا الأثر مشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما والتفسير الذي تعرفه العرب: هو الكلمات العربية التي يُرجع فيها إلى لغة العرب، ولهذا يستشهد المفسرون بأبيات العرب، بلغة العرب، بالنظم الذي يذكرونه والذي يعرفونه، فإن العرب يسمون الأشياء بأسماء اصطلحوا عليها، فلذلك استشهدوا بكلامهم.
ابن جرير أكثر من رأينا يستشهد بنظم العرب على الكلمات العربية، حتى الكلمات الشرعية لما أتى على ذكر الصلاة استشهد عليها ببيتين من شعر العرب بقول الشاعر:
وقابـلهـا الريــح فـي دِنِّهــا
وصلــى علــى دِنِّهـا وارتسـم
وقول الآخر:
................................
وإن ذبحت صلى عليها وزمزما
وفسر الصلاة هنا بأنها الدعاء، ثم ذكر ابن كثير -زيادة- أبياتا وكلها للأعشى .
فالحاصل أن العرب تعرف المسميات، تعرفها، والقرآن نزل بلغتها؛ فلذلك يرجع إلى لغة العرب. كان كثير من المفسرين أو من اللغويين يسافرون إلى البلاد النائية إلى البوادي، يأخذون الكلمات الفصيحة من العرب. فمثلا الكلمات التي تعرفها العرب بقيت على مسمياتها، كقوله تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ القمر، يعني: كثير من الناس لا يعرفون العرجون، ولكن نظرنا إلى أصله في لغة العرب وإذا هو: قنو النخل؛ لأنه إذا يبس تقوس أصبح شبه نصف دائرة، فالقمر يكون كذلك في آخر الشهر، هذا العرجون.
كذلك مثلا قول الله تعالى: فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا كلمة الهباء؛ يعني: شيء قد يحتاج إلى معرفته بلغة العرب، فيسمى الدخان مثلا هباء، وكذلك الشيء الخفيف الذي تطير به الرياح كقوله تعالى: وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ يعني أنه إذا طارت به الرياح أصبح كأنه هباء.
كذلك مثلا قوله: كَلَّا لَا وَزَرَ كلمة ( لا وزر ) هذه أيضا كلمة عربية يُرجع فيها مثلا إلى كلام وتفسير العرب، وإذا نظرنا في السياق وإذا معناها أنه لا مفر للإنسان، لا وزر يعني ليس له مفر ولا مهرب ولا مخرج في يوم القيامة.
وقد تكلم كثير على مفردات القرآن، وممن خصها بالتأليف الراغب له كتاب يسمى مفردات القرآن للراغب يعني: لغة القرآن، اللغة التي هي كلمات تحتاج إلى الرجوع إلى العرب، وقد يحتاج في تعريفها إلى معرفة اصطلاح الشرع أو معرفة استعمالها شرعا، وقد يكون أيضا معرفتها بما يدل عليه السياق.

line-bottom