الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
150594 مشاهدة print word pdf
line-top
ورع الشعبي

وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: قال الشعبي والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، الشعبي رحمه الله عامر بن شراحيل من حفاظ التابعين وعلماء الأمة، وهو يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ ولهذا يقل نقل التفسير عن الشعبي التفاسير التي تنقل يقل أن ينقل عنه شيء في التفسير؛ ولكن في الحديث كان ثقة حافظا مرجعا من مراجع المحدثين. وهو مع ذلك يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها؛ يعني: وعرفت مدلولها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ فلأجل ذلك كان يتورع أن يحدث بكل ما سمع، وأن يحدث بكل ما علمه من تلك الآية، قد يكون بينهم اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد.

line-bottom