الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
150171 مشاهدة print word pdf
line-top
من أخطئوا في الدليل لا في المدلول

ذكر بعد ذلك الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول، يخطئون في الدليل لا في المستدل عليه، كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعانٍ صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها، يفسرون القرآن بمعان صحيحة ولكن ليس سياق الآيات فيها، وإنما الآيات سيقت في المعاني التي فهمها السلف رحمهم الله، وإن كانت تلك المعاني ثابتة بأدلة أخرى.
مِثْل كثير مما يذكره أبو عبد الرحمن السلمي في حقائق التفسير، وإن كان فيما ذكره ما هو معان باطلة. فإن ذلك يدخل في القسم الأول وهو الخطأ في الدليل والمدلول جميعا؛ حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسدا، ويدخل في ذلك أيضا كثير من المتأخرين الذين يفسرون الآيات ويطبقونها على معان صحيحة ولكن لم تكن مذكورة في تفاسير السلف.

line-bottom