اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
150175 مشاهدة print word pdf
line-top
ابن عطية وسلوكه مسلك الأشاعرة في تأويل آيات الصفات

ثم ذكر تفسير ابن عطية وهو مطبوع في عدة مجلدات، يقول: إنه أتبع للسنة والجماعة، وأسلم من البدع من تفسير الزمخشري لكنه عفا الله عنه سلك مسلك الأشاعرة في تأويل آيات الصفات، كآيات المحبة وآيات العجب وآيات الرحمة وآيات المجيء وآيات الوجه واليد وما أشبهها؛ لأن هذا معتقد الأشاعرة ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل.
ليته نقل عن السلف واعتمد أقوالهم، لكنه ولو كان يعني: أقرب للسنة اعتمد على تفسير ابتدأه أو نقل من كتب الأشاعرة. كثيرا ما ينقل من تفسير ابن جرير محمد بن جرير الطبري وتفسيره من أجل التفاسير وأعظمها قدرا، ومع ذلك يدع ما نقله ابن جرير عن السلف الذي يذكره بأسانيده لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين. يذكر أقوالا يدعي أنها أقوال المحققين وليس كذلك، وإنما يعني طائفة من أهل الكلام يعني من الأشاعرة الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم.
أهل الكلام هم الأشاعرة غالبا يطلق أهل الكلام عليهم، وقد يطلق أيضا على المعتزلة؛ لأنهم الذين توغلوا في علم الكلام الذي نهى عنه السلف رحمهم الله. يقول: وإن كانت أقوالهم أقرب إلى السنة من المعتزلة، يعني أقوال الأشاعرة. لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه، ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب، يعني أنه تفسير على مذهب الأشاعرة.
فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآية قول وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه، وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان صاروا مشاركين للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا، إذا جاء التفسير عن الصحابة والتابعين والأئمة، وجاء قوم آخرون وفسروا الآية بقول آخر اتباعا لمذهب اعتقدوه، وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين صاروا مشاركين للمعتزلة.
وهذا ينطبق على هؤلاء الأشاعرة، فينطبق على تفسير ابن عطية كما ينطبق على التفسير الكبير للرازي وعلى تفاسير الأشاعرة مع كثرتها، مشاركون للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في أنهم أضافوا معتقدهم إلى أقوال السلف. ليتهم اقتصروا على تفاسير السلف ففيها الكفاية، التفاسير المنقولة بالأسانيد موجودة في تفسير عبد الرزاق وموجودة في التفاسير التي ذكرها سابقا، وفي تفسير ابن جرير الذي هو من أوسعها وفي تفسير ابن أبي حاتم .

line-bottom