شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
81333 مشاهدة
ما يترتب على تعيين الهدي أو الأضحية

وإذا تعينت هديا أو أضحية لم يجز بيعها ولا هبتها ؛ لتعلق حق الله تعالى بها كالمنذور عتقه نذر تبرر.


يقول: إذا تعينت، خرجت من ماله. إذا قال: هذه هدي وهذه أضحية وأشعر هذه وقلد هذه. أصبحت الأربع خرجت من ملكه؛ فلا يجوز له أن يعيدها إلى ملكه، ولا يجوز له أن يبيعها، ولا يهبها لأحد. ومثله المنذور: إذا نذر شيئا فإنه يتعين، إذا قال: لله علي، أو إن عافاني الله وشفاني، أو إن قدم غائبي أو شفي مريضي فلله علي أن أتصدق بهذا الكيس أو بهذا الألف، فحصل الشرط، لزمه التصدق؛ لأن هذا شيء ألزم به نفسه. نعم.