شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
121944 مشاهدة print word pdf
line-top
إمهال الله للظالمين

...............................................................................


قد يقال: إنا نسمع أن تلك الدولة تعذب المسلمين كاليهود مثلا أو الشيوعيين كالروس، أنهم يعذبون وأنهم يحرقون وأنهم يقتلون وأنهم وأنهم.. ومع ذلك نرى أنهم في قوة وفي نشاط ونحو ذلك؛ فالجواب أنا نقول: لا يأمنوا أن ينتقم الله منهم سيما إذا كان أولئك الذين يعذبونهم من أهل الخير، ومن أهل الإيمان والصلاح والاستقامة، فالله تعالى سوف ينتقم لهم ويعذب أعداءهم عذابا شديدا عاجلا أو آجلا، ولا يستعجل الناس ويقولون إنهم يزدادون قوة ونحو ذلك.
وبكل حال فإن هذا تحذير للمسلم من أن يضار بأخيه المسلم بأي نوع من الضرر؛ ضرر في بدنه كضرب أو جلد أو نحو ذلك أو تسليط جوع أو ظمأ عليه، أو ضرر في بدنه بأن يجهده ويتعبه ويكلفه حمل شيء ثقيل أو يكلفه مسيرة تتعبه، أو كذلك يكلفه عملا شاقا، من الأعمال البدنية ونحوها.
وكذلك أيضا المشقة التي فيها صعوبة على المسلم ؛ بأن يشق عليه بنوع من أنواع العذاب والأذى، وما أشبه ذلك مما ذكرنا له أمثلة، ومما لم نذكر يتجنب المسلم إضراره بالمسلمين، ويتجنب المشقة عليهم حتى لا ينتقم الله منه ويعذبه عاجلا وآجلا.

line-bottom