الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
74839 مشاهدة
النصيحة لله

...............................................................................


حق النصيحة أن تقبل ، من نصحك فإن عليك أن تقبل نصيحته، لماذا؟ لأنه ما يود لك إلا الخير، ما يدلك إلا على الشيء الذي فيه مصلحتك وفيه منفعتك، وحق النصيحة أن تستمع.
في هذا الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
النصيحة لله، كيف تكون؟ ألستم تحبون الله تعالى؟! نعم، نحن نحب ربنا. فكيف ننصح لله تعالى وهو الذي خلق وقدر، وهو الذي دبر ويسر؟! فالنصيحة له علينا هي أن نعبده حق عبادته. هذا من النصيحة, النصيحة لله إخلاص العبادة له، والإقبال عليه على العبادة بكلية العبد بقلبه وبقالبه، وحضور القلب بين يديه، النصيحة لله التواضع له والتذلل بين يديه.
النصيحة لله سبحانه ذكره بجميع أنوع الذكر تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله وتعظيمه وإجلاله وإكباره, من النصيحة لله تعالى سبحانه الاعتراف بكل ما وصف به نفسه، الاعتراف بأنه موصوف بصفات الكمال، وأنه منزه عن صفات النقائص، أنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
من النصيحة لله تعالى محبته، وإذا أحب الله تعالى فإنه يتقرب إليه بأنواع القربات ويعبده بجميع أنوع العبادات، وغير ذلك مما يدخل في حقوق الله التي هي كثيرة حقوق الله تعالى على العبيد، فالذي يؤديها ويواظب عليها يصدق عليه أنه ناصح أمين، أنه من عباد الله الناصحين لله سبحانه وتعالى.