الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
120358 مشاهدة print word pdf
line-top
ما يستفاد من الحديث

...............................................................................


فهذا حديث عظيم يفيد أن كل من دعا إلى الخير إلى الإسلام، أو إلى الطاعة أو إلى السنة فاهتدى على يديه واحد أو أكثر فله مثل أجره، وكل من دعا إلى الكفر أو إلى البدع أو إلى المعاصي فضل بسبب دعوته أحد فعليه مثل وزره، ووزر أولئك كامل الذين ضلوا وزرهم كامل والعياذ بالله. نسأل الله العفو والعافية.
أسئلـة
س: سائل يقول: هل كتاب الصحافة والمذيعين الذين يزينون للناس الشر ويدعونهم إليه بعناوين براقة جذابة للجهال وعامة الناس، فهل عليهم مثل آثام من تبعهم ويدخلون في الشطر الثاني من هذا الحديث وبماذا توجهون أمثال هؤلاء؟
لا شك أن كل من زين الباطل وزيفه ورونقه حتى راج على النفوس الضعيفة؛ أنه يعتبر متسببا في الضلال، ولا شك أن كثيرا من الصحفيين الذين ينشرون مقالات سيئة ويردون المقالات الصحيحة، وإذا جاءتهم المقالات السيئة جعلوا لها عناوين جذابة حتى يقرأها الجهلة، فإذا قرءوها سببت انحرافا كثيرا في العقائد وفي الأخلاق وفي الأعمال ودعت إلى فعل المعاصي وإلى مخالفات، فيكونون بذلك متسببين في إضلال خلق كثير فيكون عليهم بقدر ذلك من الإثم.
س: سائل يقول: من لا يستطيع الدعوة لأنه لا علم له هل بذله لماله للدعاة على الأشرطة والكتيبات والنشرات يعتبر بذلك من الدعاة إلى الله؟
يعتبر بلا شك, الدعوة إلى الله ليست خاصة بالكلام وكما أن الداعي يدعو بفعله وأنه يدعو بقوله وأنه يدعو بماله قد ورد في الحديث: جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم فالجهاد بالمال ونفقة المال في وجوه الخير تعتبر أيضا من الوسائل التي يحصل بها الأجر الكبير على حسب النية، إذا لم يخالطها رياء ولا سمعة ولا تمدح، ولا غير ذلك وكانت خالصة لوجه الله.
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم، وصلى الله على محمد .

line-bottom