إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
122314 مشاهدة print word pdf
line-top
الآثار الظاهرة للإيمان بالله

...............................................................................


فالإيمان بالله يستدعي آثارا ظاهرة, يكون من آثاره أن يعرف الله تعالى بأسمائه وصفاته وبآياته ومخلوقاته فيعرف أن الله تعالى هو الذي خلق الخلق، وهو الذي تكفل بالرزق: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ويعرف أن الله سبحانه هو الإله الحق لا يدعى غيره، ولا يرجى سواه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يستعان إلا به، وجميع أنواع العبادة لا تصلح إلا له.
كذلك أيضا يعرف ويعترف بأنه سبحانه خلق فقدر، ودبر فيسر، وأنه قدر مقادير الخلق بكل ما هو كائن، فإنه هو الذي خلقه، وكل ما هو موجود وما سوف يوجد فإن الله علمه وعلم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا.
وهكذا يدخل في ذلك الإيمان بأمره ونهيه، أنه أمر ونهى، أمر عباده بالأوامر ونهاهم عن النواهي، فالأوامر مثل قول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا والنواهي مثل قوله: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وأشباه ذلك كل هذا داخل في الإيمان بالله.

line-bottom