شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
122541 مشاهدة print word pdf
line-top
من أركان الإسلام الصيام

...............................................................................


وهكذا أيضا الركن الرابع الذي هو الصيام، إذا واظب عليه فلا شك أنه سوف يعمل أعمالا صالحة من آثار الصيام، فإن الصلاة تأمر بالمعروف، والصيام كذلك أيضا يأمر بالخير وينهى عن الشر. فهذه العبادات إذا واظب عليها العبد أحب جميع أنواع الطاعات وكره جميع المحرمات؛ لذلك زكى النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا السائل؛ حيث التزم بأداء هذه العبادات أداء حقيقيا، وقال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا كأن الله تعالى أطلعه على أنه سوف يواظب على هذه العبادات، وسوف يحبها من كل قلبه، وسوف يلزمه فيها، وكذلك يواظب على بقية العبادات نوافلها وفرائضها، ويبتعد عن ما تنهاه عنه تلك العبادات، والله أعلم.

line-bottom