إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين
282885 مشاهدة
طلب المساعدة من الأمراء وأهل الخير

السؤال: س206
يوجد بعض المسلمين المحتاجين للمال، إما لضعف رواتبهم، أو أن رواتبهم مرتفعة لكنهم أصحاب عيال ومصاريف أسرية وغيرها وعليهم ديون، فيضطرون إلى السعي في طلب المساعدة من الأمراء والعلماء وغيرهم من أهل الخير. فما يقول فضيلتكم، في ذلك، هل هو عمل غير مرضي لله تعالى ؟ جزاكم الله خيرا .
الجواب:-
ننصحهم بالاقتصاد والاقتصار على الواجب الضروري، والإنفاق بقدر الحاجة، وبقدر الدخل، سواء كان قليلا أو كثيرا ، فإن الله -تعالى- نهى عن الإسراف والإفساد، بقوله تعالى: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ بعد ما أباح الأكل والشرب، كما أنه ذم المبذرين بقوله: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ .
والتبذير صرف المال فيما لا أهمية له من المآكل والمشارب والأكسية ونحوها، ومع الاكتفاء والتقلل والاقتصاد، والبعد عن الإسراف، وعن مجاراة المسرفين، ومحاكاة أهل الثروات، فإنه يحصل الاكتفاء بما يسره الله من الدخل، ولو كان قليلا ولو مع كثرة العيال والحاجات، أما من قل دخلهم وتحملوا دينا في القوت الضروري فلهم السعي في طلب وفاء الدين من الأمراء والأثرياء، فتحل لهم الزكاة والتبرعات؛ لأنهم من الغارمين، ومن سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليقل أو ليكثر .