شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
123624 مشاهدة print word pdf
line-top
مضاد الاستقامة

...............................................................................


وضد الاستقامة الميل والانحراف، فالذين استقاموا ثبتوا على الإسلام، وتمسكوا به في العسر واليسر والشدة والضيق والسعة, والذين يعبدون الله تعالى في السراء، ثم إذا أصابهم الضر انقلبت عبادتهم إلى معصية هؤلاء غير مستقيمين، قال الله في حقهم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ فهذا هو الذي لم يستقم, يعبد الله في حالة الرخاء فإذا ابتلاه الله بفقر أو بجوع أو بمرض، أو ما أشبه ذلك، أو أصابه خسارة في ماله أو انكسار في تجارته سب الإسلام، وسب العبادة ومدح الكفر وأهله، وما أشبه ذلك وسب المسلمين، فمثل هذا ليس من أهل الاستقامة، بل هو من أهل الانحراف ومن أهل الزيغ والضلال والعياذ بالله. فبذلك يعرف المسلم متى يكون مستقيما، ومتى يكون منحرفا، والله أعلم.

line-bottom