تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
174050 مشاهدة print word pdf
line-top
صور الكلام في اللغة

هذا هو السبب في تعريف الكلام.
فأولا: عرَّفوا الكلام، يقولون: الكلام في اللغة: ما حصل به الإفهام.
والكلام في الاصطلاح: ما جمع القيود الأربعة، وهي: اللفظ والتركيب والإفادة والوضع العربي، هذا تعريف الكلام.
الكلام في اللغة: ما حصل به الإفهام، معروف أن فهم السامع يكون وسيلة إلى تطبيقه والعمل بما أُمِرَ به، فإذا كلمتَه ولم يفهم ما حصل المقصود، إذا أمرته ولم يفهم ما فعل المأمور، إذا نهيته ولم يفهم ما ترك المنهي، فكل شيء يحصل به فهم المخاطب يسمى كلاما.
ويدخل في ذلك: ما ليس بنطق، أدخلوا في ذلك أربعة أشياء: الكتابة، والإشارة، والْعقد والنصب، وأدخل بعضهم لسان الحال، وجعلوها كلها من الكلام.
معلوم أن الكتابة ليس فيها حركة لسان؛ إنما فيها حركة القلم؛ ومع ذلك يحصل بها الإفهام، إذا كتبت ورقة أعطيتها إنسانا قارئا فهم مرادك، فالكتابة يحصل بها الإفهام فهي تسمى كلاما عند العرب.
وكذلك الإشارة، إذا سألك إنسان عن رجل، فأشرت بإصبعك، فهذه الإشارة تكفي عن قولك: هو هذا، أو هو ذاك، ما تكلمت إلا أنْ حرَّكْتَ الإصبع! فهذه الإشارة حصل بها الإفهام.
وكذلك لو سألك أحد، فقال: كم تحفظ من الأجزاء؟ فَعَقَدْتَ أربعة أصابع إشارةً إلى أنك تحفظ أربعة، أو عقدت في خيط أربع عقد، فهم أنك تحفظ أربعة أجزاء، هذه الْعُقَدُ قامت مقام الكلام، حصل بها الإفهام، فهي كلام.
أو نُصُبٌ: إذا كان بين إنسانين أرض قد قسموها، وقسموا فيها نُصُبًا نصبوها، تحجز أرض هذا من هذا، فهذه النصب يحصل بها الإفهام، وتمييز هذه عن هذه، مع أن النصب ما تكلمت؛ ولكنها أفهمت.
وكذلك لسان الحال: يستدل به على المقصود وإن لم يتكلم، فأنا مثلا: إذا رأيت هذا الإنسان جاء من مكان بعيد، ووقف في الصف الأول للصلاة، واستمع الدرس، ولم يتكلم معي بكلمة، قلت: لسان حاله يعبر عن مقصده: أنه جاء للأجر، وجاء للثواب، وجاء للاستفادة، وجاء لطلب العلم، وقطع في ذلك مسافة، إذن فحاله تعبر عن مقاله وإن لم يتكلم، هذا يُقال له لسان الحال، هذا تعريفه من حيث اللغة.

line-bottom