شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
شرح كتاب الآجرومية
97612 مشاهدة
النوع الثاني: جمع التكسير

...............................................................................


كذلك أيضا جمع التكسير: مر بنا أنه ما تغير فيه بناء مفرده، ما تغيرت فيه حروف المفرد بسبب أنه جُمِع، فمسجد واحد، ومساجد جمع تكسير، رجل واحد، رجال جمع رجل جمع تكسير، وكذلك إذا قلت مثلا: زينب مفرد، زيانب جمع تكسير، أو كتاب وكتب، مصحف ومصاحف، أو جبل وجبال، ويد وأيدي، ثوب وثياب، هذا الفرق بين الجمع وبين المفرد. المفرد: ثوب، والجمع ثياب، مجموعة ثياب. هذا الجمع يعرب أيضا بالحركات. فيرفع بالضمة، فتقول مثلا: هؤلاء الرجالُ جلوسٌ. وتقول: رأيت الرجالَ مقبلين، وتقول: جلست مع الرجال الكرام. فهنا قلت: هؤلاء الرجالُ - مرفوعٌ بالضمة- ورأيت الرجالَ - منصوبٌ- جلست مع الرجالِ -مجرورٌ- اختلفت اللام التي في آخره: الرجالَ، الرجالُ، الرجالِ. الحركات ظهرت على اللام على آخر الكلمة؛ لأنه معرب بالحركات، هكذا إعرابه بالحركات.