لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب الآجرومية
169409 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الثالث: النكرة غير المقصودة

...............................................................................


الثالث: النكرة غير المقصودة، يعني نكرة لم تقصد بعينها، فمثل هذا منصوب. أنت تسمع مثلا الخطيب في خطبته؛ يخاطب فيقول مثلا: يا غافلا انتبه، يا معرضا عما أمر به. كلمة غافلا ما قصد بها هذا ولا هذا، قصد نكرة غير محددة ولا معينة؛ فهذا يقال له نكرة غير مقصودة. لو أن إنسانًا مثلا ضريرًا في طريق يدعو من يأخذ بيده فيقول: يا عابرًا خذ بيدي، يا رجلا دلني؛ لا يقصد شخصا بل يقصد غير معين. يقصد إنسانا مارا بالطريق عابر سبيل؛ يا عابرا، يا سائرا. فكذلك أيضا، وإذا سمعت مثلا خطيبا يضمها فإن ذلك لحن. لو قال مثلا بعض الخطباء قد يقول: يا معرضٌ عما خلق له، أو يقول: يا غافلٌ عن الآخرة، يا تائهٌ؛ هذا كله لحن، الخطاب لغير محدد. أنت مثلا تذكر وتقول: يا تائها في غفلاته، يا ساهيا في لهواته، يا منشغلا بدنياه. كل هذه منادى ولكنه غير مقصود فينصب. هذا هو الثالث.

line-bottom