قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
شرح كتاب الآجرومية
97659 مشاهدة
القسم الثالث: الحرف

...............................................................................


وأما الحرف، فهو لُغَةً: الطَّرَفُ، فيُقَال:ُ هذا حرفُ الوادي -مثلا- يعني: طَرَفُهُ، هذا حرف البلد، يعني: طرفه، كما يقال مثلا: هذا حرف هذه الطاولة، يعني طرفها؛ ولكن كلمة الحرف اصْطُلِحَ على أنها واحد الحروف الهجائية، التي أولها الألف وآخرها الياء, ثم أطلقه النحويون على كلمات تكلمت بها العرب، وكَمَّلَتْ بها الكلام.
فقالوا: الحرف كلمةًٌ دَلَّتْ على معنى في غيرها، ولم تقترن بزمان، أي: أن الحروف لها معانٍ، وسيأتينا معاني بعضها، كلمة مِنْ تدل على الابتداء مثلًا، وكلمة على: تدل على العلو، فهي دالة على معنى ولم تقترن بزمان، وقسموها أيضا إلى ثلاثة أقسام: حرف مختص بالأفعال، وحرف مختص بالأسماء، وحرف مشترك بينهما.
فحروف الْجَرِّ تختص بالأسماء، وحروف الْجَزْمِ تختص بالأفعال، وبقية الحروف تدخل على الأسماء والأفعال، كهل وبل، فهذا توضيح هذه الأقسام، وعلاماتها تأتي إن شاء الله.