إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب الآجرومية
97830 مشاهدة
العلامة الرابعة: الياء

...............................................................................


وأما الياء: فتكون علامة للنصب في موضعين: في التثنية والجمع. تقدم تعريف التثنية. المثنى: اسم دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره، صالح للتجريد وعطف مثله عليه، علامة نصبه الياء. فإذا قلت مثلا: دخلت مسجدين، واشتريت كتابين، وكلمت رجلين، فهذه الأسماء منصوبة، وعلامة نصبها الياء التي قبل النون، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى منصوب بالياء. وأما النون فيقولون: إنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد. النون مكسورة. الأصل: أنها مكسورة، مسجدينِ والزيدينِ، هذه التثنية. وأما الجمع: فالمراد به جمع المذكر السالم، مثل: لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ الصادقين: مفعول. هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ الصادقين: مفعول به، علامة نصبه الياء التي قبل النون. وتقدم أنه إذا كان مرفوعا فإنه يكون بدل الياء واو، الصادقون، فهو ينصب بالياء الصادقين، وأما النون فإنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد ونونه تكون دائما مفتوحة، وتكسر للضرورة في قول الشاعر:
ومـاذا تبتغي الشعـراء مـني
وقـد جاوزت حـد الأربعـينِ
فالأصل: الأربعينَ
عـرفنا جعـفرا وبني أخيــه
وأنكـرنا زعـانـف آخـرين
فالأصل: آخرينَ. فالحاصل: أن جمع المذكر السالم ينصب بالياء. فإذا قلت مثلا أو قرأت: إن المتقين، فتقول المتقينَ، منصوب بإن، وعلامة نصبه الياء التي قبل النون، أو يقولون: الياء المكسور ما قبلها، المفتوح ما بعدها؛ لأنه جمع مذكر سالم. وإذا قلت مثلا: أكرم الله المؤمنين، وشرف الصادقين، وأثاب العاملين، فكلها جمع مذكر سالم، أو صفة له. هذه هي التي تعرب بالحركات والحروف.