إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
172115 مشاهدة print word pdf
line-top
العلامة الرابعة: الياء

...............................................................................


وأما الياء: فتكون علامة للنصب في موضعين: في التثنية والجمع. تقدم تعريف التثنية. المثنى: اسم دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره، صالح للتجريد وعطف مثله عليه، علامة نصبه الياء. فإذا قلت مثلا: دخلت مسجدين، واشتريت كتابين، وكلمت رجلين، فهذه الأسماء منصوبة، وعلامة نصبها الياء التي قبل النون، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى منصوب بالياء. وأما النون فيقولون: إنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد. النون مكسورة. الأصل: أنها مكسورة، مسجدينِ والزيدينِ، هذه التثنية. وأما الجمع: فالمراد به جمع المذكر السالم، مثل: لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ الصادقين: مفعول. هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ الصادقين: مفعول به، علامة نصبه الياء التي قبل النون. وتقدم أنه إذا كان مرفوعا فإنه يكون بدل الياء واو، الصادقون، فهو ينصب بالياء الصادقين، وأما النون فإنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد ونونه تكون دائما مفتوحة، وتكسر للضرورة في قول الشاعر:
ومـاذا تبتغي الشعـراء مـني
وقـد جاوزت حـد الأربعـينِ
فالأصل: الأربعينَ
عـرفنا جعـفرا وبني أخيــه
وأنكـرنا زعـانـف آخـرين
فالأصل: آخرينَ. فالحاصل: أن جمع المذكر السالم ينصب بالياء. فإذا قلت مثلا أو قرأت: إن المتقين، فتقول المتقينَ، منصوب بإن، وعلامة نصبه الياء التي قبل النون، أو يقولون: الياء المكسور ما قبلها، المفتوح ما بعدها؛ لأنه جمع مذكر سالم. وإذا قلت مثلا: أكرم الله المؤمنين، وشرف الصادقين، وأثاب العاملين، فكلها جمع مذكر سالم، أو صفة له. هذه هي التي تعرب بالحركات والحروف.

line-bottom