القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح كتاب الآجرومية
172076 مشاهدة print word pdf
line-top
القسم الثاني: الفاعل المضمر

...............................................................................


وأما الفاعل المضمر فذكر أنه اثنا عشر، وهو في الحقيقة أربعة عشر. اثنان للمتكلم، وستة للمخاطب، وستة للغائب. وذلك لأن المتكلم إما أن يكون وحده، وإما أن يكون معه غيره؛ فإن كان وحده قال: قمت وقرأت ودخلت وصليت وركعت وسجدت؛ الفاعل مقدر مضمر تقديره أنا في محل رفع لأنه فاعل؛ هذا الأول. الثاني إذا كان المتكلم معه غيره ونسب الفعل إليهم جميعا؛ فإنه يقول: قمنا وخرجنا وركبنا ونزلنا ودخلنا وصلينا وقرأنا، فيقال فيها: إنها في محل رفع على أنها فاعل، تكون نا تصلح للرفع والنصب والجر مع أنها ضمير. هذه اثنان للمتكلم. وستة للمخاطب. المخاطب إما أن يكون مذكرا واحدا، أو اثنين -رجلين مخاطبين، أو رجالا جمع مخاطبين، أو امرأة واحدة مخاطبة، أو اثنتين أو جماعة.

line-bottom