الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب الآجرومية
172034 مشاهدة print word pdf
line-top
عن

...............................................................................


وأما (عن) فإنها أيضا تدخل على الاسم، فإذا قلت مثلا: رميت السهم عن القوس، القوس هو الذي يرمى به، والقوس آلة مقوسة يعني نصف دائرة، والسهم هو الذي يرمى به، هو الذي يذهب فيصيب الصيد ونحوه، فإذا قلت: رميت السهم عن القوس، يعني: أبعدته عنه، وجاوزت به عنه، دل على أن القوس اسمٌ دخلت عليه (عن)، دخل عليه هذا الحرف، ودل على أنه مجرور لما دخل عليه هذا الحرف، فأفادتنا إذا قلت رميت، فعل، وفاعل، والسهم مفعول به، وعن القوس: جار ومجرور، نستفيد ثلاثة أشياء: اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو: المجاوزة، أي: أن السهم جاوز القوس، تعداه وقد كان مرتبطا به، ولـ عن أيضا معانٍ كثيرة، فإذا قلت مثلا: نقلت هذا الكلام عن فلان، أو رويت عن الصحابي، فإنها دخلت عليه، ودل على أنه اسم.

line-bottom