اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح كتاب الآجرومية
97863 مشاهدة
النوع الرابع والخامس: المنادى المضاف والشبيه بالمضاف

...............................................................................


النوع الرابع: المضاف. المضاف هو: الذي يضاف كلمة إلى كلمة، ومنه الأسماء المعبدة فإنها منصوبة. فأنت إذا دعوتها؛ إذا دعوت المعبد نصبت الأول فتقول: يا عبدَ الله ولو كنت تقصد رجلا معينا، يا عبدَ العزيز، يا عبدَ الرحمن، يا عبدَ الكريم، يا عبدَ اللطيف، ولا تقل: يا عبدُ الله. من قال ذلك فقد لحن؛ ذلك لأن هذا مركب يعني المضاف والمضاف إليه اعتبر ككلمة واحدة، فناسب أن المضاف الأول المنادى ينصب ويكون الذي أضيف إليه مجرورا بالإضافة. ومثله أيضا الذي إضافته غير لازمة نحو: يا غلامَ زيد، يا صاحبَ البيت. هذا أيضا شبيه بالمضاف.
ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث جمع بين العلم وبين المضاف في كلمة واحدة. فيرفع العلم وينصب شبيه المضاف. هذا هو الصحيح. في الحديث الذي ذكرنا أنه عليه السلام قال: يا عباسُ بنَ عبد المطلب يا عباسُ مبني على الضم، ابْنَ منصوب لأنه شبيه بالمضاف، ابنَ عبد المطلب يا صفيةُ عمةَ رسول الله لا تقل: عمةُ، وذلك لأن صفية اسم علم منادى وعمة مضاف؛ فتقول يا صفيةُ عمةَ رسول الله. يا فاطمةُ بنتَ محمد ولا تقل: بنتُ؛ وذلك لأنه شبيه بالمضاف، فالأول اسم علم يا فاطمةُ والثاني شبيه بالمضاف.
ولو قلت مثلا: يا طالعا جبلا؛ هنا أيضا شبيه بالمضاف، لأنه لا بد أن تكون الكلمتان مجتمعتين. لو قلت: يا طالع؛ وأنت تقصد شخصا لضممته. وإذا كنت تقصد غير معين قلت: يا طالعا. كما تقول يا طائعا ربه، أو يا عابدا لله. فمثل هذا شبيه بالمضاف. فالمضاف مثل: يا غلامَ زيد، يا عبدَ الله، يا صاحبَ البعير، يا قائدَ السيارة، وما أشبهها. وأما غير الشبيه بالمضاف مثل: يا بنتَ رسول الله، يا عمةَ رسول الله، يا بنتَ محمد فهذا يقال له شبيه بالمضاف، فهو منصوب منون.