إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
92201 مشاهدة
حكم الدعاء لولي الأمر

وسئل فضيلته: ما حكم الدعاء لولي الأمر ؟ وهل له حد يجعل من زاد فيه معتديا في الدعاء؟
فأجاب: الدعاء لولي الأمر وإمام المسلمين من أفضل القربات والسنن، وهو دأب العلماء المصلحين، جاء عن بعض السلف أنه قال: لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام؛ وذلك لأن صلاح الراعي فيه صلاح الرعية، واستقامة أمورهم، وتعدل أحوالهم، وفي قربه من الله قرب لهم.
وليس للدعاء لولي الأمر حد، فلو جعل المتحدث مجلسه كله في الدعاء لهم لكان هذا حسنا، وكذا يدعو لهم في الخطب وفي القنوت وفي المحاضرات، ويكثر من الدعاء لهم بأن يوفقهم الله ويسددهم ويعينهم، وأن يصلح بطانتهم ونحو ذلك.
ولا يعد بحال من زاد في الدعاء لولي الأمر معتديا في الدعاء؛ بل هو محسن.