جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
الإسلام بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط
15496 مشاهدة
الإسلام بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
وبعد:
فقد كنت ألقيت في بعض المساجد محاضرة ارتجالية مختصرة في ذم الإفراط والتفريط، تعرضت فيها للعقائد والأديان والعبادات، والتروك والنيات والمعاملات، ونحو ذلك، وذكرت أن الناس فيها ثلاثة أقسام: طرفين ووسط.
فأحد الطرفين: فرّط وأهمل وتساهل، ولم يقم بالواجب الذي تبرأ ذمته به، أو يمدحه به كل ذي عقل سليم؛ فهذا ملوم على تقصيره، وقد لا تجزئه عبادته.
والطرف الثاني: تشدد وبالغ وكلف نفسه ما لم يؤمر به، وزاد على القدر الواجب ما أفسده أو فوت المقصود منه، ولا شك أن هذا مذموم حيث شق على نفسه وركب الصعوبات، وأنهك نفسه وشق عليها بفعل ما لم يأت به شرع ولا دليل، مما ينفر عن العبادات، ويجعلها شبه عقوبات لا تطاق إلا بكلفة ومشقة.
أما الوسط: فهو دين الله الذي هو يسر وسهولة، لا تفسد معه العبادة بفوت ركن أو واجب، ولا ينقص ثوابها بترك سنة أو فعل مكروه، ولا تشق على النفس ويحصل بها الملل والضجر.
ثم إن بعض الحاضرين سجلها ونسخها، وعرض عليّ نشرها على حالتها فلم أر مانعا من ذلك، وأنا أعتذر عما بها من ركاكة الأسلوب والنقص في بيان المعاني؛ فهذا دليل أن النقص صفة الإنسان، وكم أستحضر معنى أو دليلا فيغيب عني وقت الإلقاء، وكم أذكر حكمة أو دليلا بغير ما هو مشهور به. فهذا ما بلغه علمي والله عفو غفور، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

قاله وكتبه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
19\ 2\ 1413 هـ