إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
91984 مشاهدة
دور الهيئة نحو رجل لا يصلي ولا يشهد الجماعة

وسئل فضيلة الشيخ: إذا عرف عن شخص أنه لا يصلي ولا يشهد الجماعة فما دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك؟
فأجاب: سمعنا عن بعض أعضاء الهيئات أن لديهم من التعليمات عقوبة مثل هذا لأول مرة بالسجن، لمدة يوم أو يومين، وجلده عشر جلدات أو نحوها، ثم في المرة الثانية تضاعف عليه عقوبة السجن والجلد مع أخذ التعهد أن لا يعود، وكل ذلك إذا رفع فيه إمام المسجد ومؤذنه، حيث إن المطالب بذلك أولا الإمام الذي يطلب منه تفقد جماعة المسجد وتتبع أخبارهم، فمتى عرف أن فلانا لا يصلي جماعة طرق عليه الباب، أو اتصل به هاتفيا ونصحه وحذره وأسمعه التخويف وأنذره برفع خبره، فإن استمر على إصراره رفع بأمره إلى الهيئة بعد الإشهاد عليه وتكرار نصحه وتخويفه، والله أعلم.