شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
92134 مشاهدة
هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقتصر على رجال الحسبة؟

وسئل الشيخ جعله الله في المهديين: هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقتصر على رجال الحسبة ؟
فأجاب: ليس مقتصرا على رجال الحسبة، بل يعم كل قادر على الأمر والنهي، فإن النصوص باقية على عمومها، فكل من رأى منكرا فعليه تغييره والنهي عنه، أو رأى من ترك المعروف وهو من أهله، فعليه أن يأمره به ويحرص على الإلزام به بقدر الاستطاعة، ولا يجوز ترك ذلك مع القدرة، لأنه يؤدي إلى إقرار المعاصي.
ولا شك أن رجال الحسبة عليهم التكليف أشد، لأنهم عينوا أو وظفوا لذلك، فأصبح الأمر والنهي في حقهم واجبا عينيا بحسب ما أعطوا من الصلاحيات، فعليهم أن يقوموا بذلك بقدر الاستطاعة، وأن يفرغوا لذلك أوقاتهم، وأن يتابعوا العصاة ويتتبعوا أخبارهم، ليقضوا على أوكار الفساد، ويحاربوا الشرور قبل أن تستفحل ويصعب تلافيها.
ولكن معلوم أنهم أفراد معدودون وإمكانياتهم محدودة وأوقاتهم مشغولة، وليس في إمكانهم القضاء على جميع المنكرات، ولا يصل إليهم العلم بجميع ما يحدث في البلاد، رغم اتساعها وتباعد أطرافها، فهم يغطون جزءا من البلاد، ويبقى الكثير لا يصلون إليه إلا نادرا، فما لم يصلوا إليهم أو قصرت عنه معلوماتهم، أو إمكانياتهم فهذا الجزء البعيد عنهم يكلف به بقية المواطنين من أهله، أو من يعرف عنه شيئا، فيلزم من عرفه أن يغير منه ما يقدر عليه، وأن يأمر الناس وينهاهم ويبين لهم ويدعوهم إلى الخير، فإن أعجزه ذلك استعان بإخوانه وأعوانه وجيرانه من أهل الخير والتعاون على البر والتقوى، أو رفع الأمر إلى أهل الحسبة إذا استمر المنكر، كفتح المتاجر وقت الصلاة، وتأخر بعض الأفراد عن الجماعات ونحو ذلك.