إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح كتاب الآجرومية
173597 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الخامس: المضاف إلى واحد مما سبق

...............................................................................


يقول: منها مثلا الضمير في هم، ومنها اسم الإشارة؛ مثل ذا وذي وذه وتي وتا وتين وما أشبهها، ومنها أسماء الأعلام؛ كزيد وهند وسعد وعائشة ونحوها. ومنها المضاف إلى واحد منها؛ فإذا قلت مثلا: غلام زيد. كلمة غلام نكرة. إذا قلت: جاءني غلام نكرة، ولكن إذا أضفته إلى زيد أصبح معرفة؛ لأن زيد معرفة، وما أضيف إلى المعرفة فهو معرفة. وكذلك إذا أضفته إلى ضمير المتكلم؛ إذا قلت مثلا: بيتي. كلمة بيت نكرة؛ فإذا أضيف إلى المتكلم بيتي أو بيت سعد أو بيت سالم أصبح معرفة بالإضافة؛ اكتسب المعرفة بالإضافة.
وكذلك المضاف إلى الضمير وإلى الاسم العلم. قد يضاف أيضا إلى الاسم العلم. الاسم العلم قد يكون شائعا. قد يكون هناك مثلا زيد من تميم مثلا، وزيد من حنظلة، وزيد من الرباب، وزيد من تغلب فإذا أضفته تعين. إذا قلت مثلا: جاء زيد تغلب؛ أضفته أصبح معرفا بدل ما كان منكرا.
فالحاصل.. أن المعرفة هو الاسم الذي يعرف عند المخاطبين. تدخل فيه هذه الأشياء الاسم العلم؛ مثل زيد وسعد. والاسم الذي فيه الألف واللام؛ مثل المصحف والبيت والمسجد. والضمير؛ مثل أنت وأنت وأنتما وأنتم. والموصول؛ مثل الذي واللذان والذين. والمبهم؛ مثل هذا وهذه وهؤلاء. والمضاف إلى واحد من هذه الخمسة؛ مثل ابني وبيت زيد وزيد الرباب وما أشبه ذلك. هذا هو المعرفة.
وأما النكرة فهو الاسم الشائع في جنسه الذي يصدق على كل من اتصف به. كمسجد يصلح على عدة مساجد، ورجل يصدق على كل الرجال كل فرد من أفراد الرجال، وامرأة تصدق على كل فرد من أفراد النساء، وكتاب ومصحف وثوب وأرض وجبل ونجم ونحو ذلك. هذه أسماء منكرة . فتقول هذا معرف وهذا منكر. معرف يعني معروف بوصفه عند السامع، ومنكر يعني مستنكر عند السامعين. هذا تعريف المعرفة وتعريف النكرة.

line-bottom