شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب الآجرومية
173599 مشاهدة print word pdf
line-top
القيد الثالث: الإفادة

وأما المفيد: الإفادة عند العرب: زيادة شيء محبوب عند النَّفْس، يستفاد منه، يُقَالُ: استفاد فلان مالا، واستفاد جاها، واستفاد احتراما، واستفاد علما، فالمفيد: هو الشيء الذي تحصل منه فائدة مطلوبة محبوبة عند النفس، يكون لها وَقْعٌ عند الناس، هذا عند العرب: ما استفاده الإنسان، من العلم، أو من الجاه، أو من المحبة، أو من المال والكسب أو ما أشبه ذلك، كل ذلك مفيد إفادة.
وأما الإفادة في الاصطلاح: فالمراد بها: ما حصلت به الإفادة للمستمع، يعبرون عنه بقولهم: ما أفاد المستمع فائدة تامة، لم تكن عند السامع، يحسن سكوت المتكلم عليها، بحيث لا يكون السامع منتظرا لشيء آخر، ما أفاد فائدة تامة، لم تكن عند السامع، يحسن سكوت المتكلم عليها، بحيث لا يكون السامع منتظرًا لشيء آخر.
فلو قيل مثلا: لو سمعت إنسانا يقول: إن أقيمت الصلاة ! ثم سكت، لُمْتَهُ على ذلك؛ لأنه ما تم كلامه! لا تدري ماذا يقول؟ أو يقول مثلا: متى صلينا هذه الصلاة ثم سكت، لم يُتِمَّ كلامه، فهل يكون هذا مفيدا؟ ما أفاد، حتى يأتي بكلمة يحصل بها مقصوده، وتَعْرِفُ بها غرضَهُ.
أما إذا قيل مثلا: قد أقيمت الصلاة، وجدت آخر عند الباب، فأخبرك بقوله: قد أُقِيمَتِ الصلاة، أوْ قد صَلَّى الناس، فإنك تعذره، وتعرف أنه تكَلَّمَ بكلمةٍ مفيدةٍ، عرفت مقصده، فهذا كلام مفيد بخلاف ما لم يفد مما عُلِّقَ بشرط، ولم يُذْكَرِ المشروط فهذا معنى الإفادة.
الإفادة في الاصطلاح: أن يكون الكلام مُقْنِعًا للسامعين، بحيث لا يحتاجون إلى تكميل، السامع الذي يسمعك تتكلم ولكن ما تتم كلامك يلومك، فإذا أتممت كلامك عرف بذلك مقصدك،فيكون هذا الكلامَ المفيد.

line-bottom