شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
154162 مشاهدة print word pdf
line-top
تنظيم الزيارات، وتنظيم الرحلات بقصد الدعوة

وسئل الشيخ وفقه الله -تعالى- نحن مجموعة من الشباب ندعو إلى الله، وعندنا مجلس خاص بنا نناقش فيه أوضاع الشباب المدعوين من تنظيم لزيارتهم، وتنظيم للرحلات الطويلة والقصيرة، مع وجود دروس خاصة بنا، وقد أنكر البعض علينا، مما أدى إلى تفرق كثير من الشباب، فهل هذا الفعل جائز أم لا؟
فأجاب: هذا العمل مفيد إن شاء الله -تعالى- ولا شك أن الشباب في هذا الزمان عندهم من الفراغ الروحي ما يجعلهم في حيرة من أمرهم، أو يميلون بسببه مع أدنى داعية إلى الشر والباطل، فلا جرم يتأكد جمعهم وتعاهدهم والحرص على حفظ أوقاتهم في دروس، أو رحلات، أو زيارات، أو نحو ذلك، ولا داعي إلى إنكار هذه الزيارة، التي هي من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، والمصلحة تقتضي مثل هذا المجلس الدوري، وإقامة هذه الدروس، وتنظيم هذه الأوقات، وترتيب الأعمال ومناقشة وضع الشباب الذين أصابهم كسل، أو تثاقل، رجاء أن يزدادوا نشاطا وأن يواصلوا عملهم، حتى لا يجتذبهم أهل الفساد والشر، فيصبحوا حيارى، أو ينجرفوا مع الضلال وأهله، فينقلبوا على أعقابهم، حيث إن الكثير منهم يعبدون الله على حرف، فمتى وفقوا لمن يثبتهم ويقوي عزائمهم، ويحثهم على المواصلة، استمروا في عملهم الصالح، والله الموفق.

line-bottom