قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
153937 مشاهدة print word pdf
line-top
التهاون في الأمر بالمعروف والنهي

وسئل وفقه الله ورعاه: يُلاحظ على بعض الشباب المحسوبين على أهل الدين، التهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما نصيحتكم إليهم؟
فأجاب: لا شك أن الوجوب أو الندبية تعم كل قادر متصف بصفات الآمر والناهي، لا فرق بين الشباب والكهول والشيوخ، وحيث إن الشباب في هذه البلاد يغلب عليهم أن يكونوا قد درسوا وقرءوا وعرفوا الأدلة، فإن الآكدية عليهم أقوى لقدرتهم على إقناع العاصى، وإيراد الأدلة، ومعرفة المعروف والمنكر.
فننصح للشباب المثقفين الذين رزقهم الله علما ومعرفة، أن لا يتحيروا ولا يخجلوا من إظهار ما لديهم، وأن يأمروا وينهوا بقدر استطاعتهم، وذلك لأن الحكومة- أيدها الإله- بذلت جهدا كبيرا في تعليمهم وفي تفقيههم، وما ذلك إلا ليظهروا هذا العلم الذي تعلموه ودرسوه، ويمارسوا العلم والعمل، وذلك هو زكاة العلم، فليس من يعلم كمن لا يعلم.
ولا يجوز الكتمان ولا الخوف من الناس ولا تحقير النفس؛ بل إن في إظهار الأمر والنهي والتعليم عزة وشرف للمتعلم، ورفع لمرتبة العلم النافع والعمل الصالح.

line-bottom