جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
154177 مشاهدة print word pdf
line-top
كيفية إنكار المنكر بالقلب

وسئل الشيخ بارك الله في علمه: كيف يكون إنكار المنكر بالقلب ؟
فأجاب: يرى ذلك في آثاره، فالقلب خفي، ولكن آثاره ظاهرة، ومن آثاره أن تبغض مجالس المعاصي، وأن تهجر العصاة وأن تحذرهم، وتحذر من شرهم، أما الذي يجالسهم، ويضاحكهم، ويمازحهم، وهم على معاصيهم، وعلى خمورهم وعلى زمرهم، وعلى لهوهم وباطلهم، ثم يقول: إني أنكر بقلبي!
أقول له: أنت لست بصادق، فإن الإنكار بالقلب يلزم منه بغض العصاة ومقتهم، وتحقير شأنهم، وعيبهم ونشر مخازيهم على وجه التحذير منها، وبذلك يصدق في الإنكار بالقلب وهو أضعف الإيمان.

line-bottom