يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
68784 مشاهدة
موقف المدرس من الطالب الذي استفزه وأثاره


س 51: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين إذا استفزه طالب أو أكثر في الفصل غضب وتأثر، ولجأ إلى أسلوب التهديد؛ إما بخصم درجات، أو بجعل الأسئلة في غاية الصعوبة، أو أمسك عن الشرح. فهل هذا أسلوب تربوي حكيم؟
فأجاب: ما هكذا يكون المدرس العاقل، وقد عرف المدرس أنه يقابل كل يوم عددًا من الطلاب الذين لم تنضج أفكارهم، ولم يكمل أدبهم، ولم يعرفوا حق المعلم ولا فضل المربي؛ فلا بد أن يلاحظ منهم سوء أدب ومخالفة لما يرشدهم إليه، وكثيرًا ما يحصل منهم العبث واللعب والصدود، ورفع الصوت وقلة الإصغاء ونحو ذلك، فلا بد أن يكون المعلم حليمًا ذا أناة وتؤدة وثبات في الأمر، ويستعمل الرفق في تعليمهم وتأديبهم؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه .
ويستعمل الإغلاظ في محله، فإن الواجب أن ينصح الطلاب ويعلمهم الآداب كما أن عليه التشديد والإغلاظ والتهديد حتى يخافوا، ولكن لا يحمله الغضب على الإضرار بهم بحسم شيء من الدرجات أو تصعيب الاختبار؛ فالغالب أنهم يتأثرون بالتهديد والتخويف، وأن الكثير ينتفعون بالحلم والتغاضي عن الهفوات، فيحصل بذلك المقصود من التأدب وحسن السيرة والسلوك، والله أعلم.