جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
68816 مشاهدة
تساهل المدرسة في لبسها الكعب العالي وظهور بعض شعر رأسها وقصها لشعرها ومحاكاتها للقصات الغربية


س 84: وسئل -رعاه الله- بعض أخواتنا المدرسات يلبسن حذاء له كعب عال، وبعضهن يكشفن الرأس ليظهر الشعر فيبدو منه قصات غربية، وبعضهن يقصرن الشعر لدرجة أنه لا يصل إلى منتصف الرقبة من الخلف، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء المدرسات؟
فأجاب: عليكم بذل النصح لكل مسلمة ثم لكل مدرسة ومربية؛ فالنصح أغلى ما يباع ويوهب، وهو من واجب الدين؛ لحديث: الدين النصيحة ؛ فيجب نصح كل من فعل محظورًا أو ترك سنة رجلا كان أو امرأة، وعليه قبول النصيحة والدعاء لمن نصحه.
ولا شك ولا ريب في نكارة الكعب العالي، سواء لبسه رجل أو امرأة، وقد ابتلي به الكثير في هذا الزمان، رغم ما فيه من الاختلال في السير والضرر على الإنسان، حيث لا يتوازن مشيه ويعتاد الوطء على رءوس الأقدام، وذلك خلاف ما اعتاده الإنسان من بسط الرجل على الأرض، ولكن لما كان هذا الحذاء مما يلفت الأنظار ومما اجتلب من الغرب أصبح مما يتسارع إليه هؤلاء المعجبون بالأفعال الغربية وإن كانت خلاف الفطرة، وحُبُّكَ الشيء يعمي ويصم.
وهكذا ننصح المسلمة مدرسة أو غيرها عن كشف الرأس فضلا عن كشف الوجه، ويشتد الخطب إذا كان تكشفها أمام الرجال الأجانب؛ فإنه دعوة إلى العهر والفاحشة، ودعاية لغير العفيفات إلى خلع الحياء والتقليد الأعمى، وننصح المدرسة عن تقصير الشعر وقصه فإن ذلك من المنكر، فالمرأة زينتها في تربية شعر الرأس وإطالته، ولم يرخص لها -إلا عند التحلل من الإحرام- أن تقص من كل ظفيرة قدر أنملة، ورخص للآيسة من النكاح أن تقصر رأسها حتى يكون كالجمة كما فعل ذلك زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته وحين انقطع طمعهن في الرجال.
فأما غير الآيسة فلا يجوز لها التقصير، بل توفي شعرها وتكرمه بالمشط والتسريح، وتجعله ظفائر وقرونًا عن جانبيها وخلفها، ولقد زين لكثير من النساء بل ولأزواجهن -ممن أعجبوا بالغرب وعاداتهم- هذا التقصير، وهكذا القصات الغربية مما هي تقليد للكافرات والعاهرات، بحيث تجعل شعرها كالمدرجات أو تنوع تقصيره، حتى أن بعضه لا يبقى منه إلا أقل من قلامة الظفر، فتكون شبيهة بالرجال في شعورهم.
فنقول: على المرأة المسلمة أن تبتعد عن هذا التقليد الأعمى، ومتى ابتليت بشيء منه لتأويل أو إعجاب فإن عليها التوبة والإقلاع عنه، وأن تستر شعرها كله عن الناظرين إذا ابتليت بهذا الفعل، حتى لا تضل غيرها فتكون من الذين يحملون أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم، والله أعلم.