جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين
282260 مشاهدة
اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فإن حاجة الناس اليوم إلى كتب فتاوى العلماء الربانيين ماسة ، يحتاج إليها كل مسلم على وجه الأرض كحاجة الظمآن إلى الماء ؛ نظرا لقلة العلماء الراسخين وكثرة المستفتين .
ومن هؤلاء العلماء شيخنا العلامة / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله ورعاه وجعل جنة الفردوس مأواه .
وإن القلم ليقف عاجزا عن الثناء عليه بما هو فيه ، فنسأل الله تعالى له الرفعة في الدنيا والآخرة . ولقد يسر الله تعالى جمع هذه الدرر من كلامه - حفظه الله - وقمت بتخريج الأحاديث النبوية مع بعض الإحالات لمزيد من الفائدة ، واعتمدت في الحكم على الأحاديث في الغالب على كلام الشيخ الألباني وفقه الله تعالى وحسبك به من إمام في هذا الشأن .
وإني لأشكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، ثم أشكر شيخنا العلامة الإمام عبد الله الجبرين - حفظه الله - ونفع به على جهوده العظيمة ، وأشكر له مراجعته لهذا الكتاب مع ضيق وقته وكثرة مشاغله ، وأسأل الله تعالى له ولجميع علمائنا الصحة والعافية والرفعة في الدارين . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه عبد الله بن يوسف العجلان
الاثنين 7 / 7 / 1417 هـ