إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
68939 مشاهدة
إطالة المدرسة أظافرها وصبغها بطلاء يسمى المناكير


س 85: وسئل -حفظه الله- يلاحظ على بعض المدرسات إطالة الأظافر وصبغها بطلاء الأظافر وهو ما يسمى بالمناكير، فهل هذا من خلق المسلمة ولا سيما المربية؟
فأجاب: ليس هذا من الأخلاق الحسنة من المرأة المسلمة، فكيف بالمعلمة والمربية لبنات المسلمين، فالواجب على المدرسة التحلي بأخلاق الإسلام وبخصال الفطرة، ومنها التقليم للأظافر بحيث لا يبقى من الظفر إلا ما التصق باللحم، وتعاهد ذلك كل أسبوع ونحوه، وهكذا خصال الفطرة التي شرعت للمحافظة على الكمال والنظافة والمظهر الحسن المناسب، ولا شك أن المدرسة قدوة وأسوة لكل من تربيه وتعلمه، فالطالبات يقتدين بها، ويكون فعلها السيئ جرمًا عليها إثم من تبعها فيه.
وأما المناكير فإنها كاسمها منكرة وفعلة شنيعة، وردت من الغرب فتسارع إليها نساء المسلمين، فننصح المسلمة بعدم استعمال هذه الأصباغ، وأن تقتصر على الخضاب المباح كالحناء والكتم في الأيدي والأظافر والشعر، وأن تترك هذه المناكير لنكارتها وغرابتها، ولأنها تغطي جزءًا من البدن وهو الأظافر وتحول دون وصول الماء إليها في الطهارة فلا تتم الطهارة؛ فعلى المسلمات عمومًا والمدرسات خصوصًا التقيد بالشرع والبعد عما يخالفه، والله أعلم.