لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
68786 مشاهدة
تساهل المدرس بترك أظفاره طويلة وكذا حلق بعض الرأس وإبقاء بعضه وهو ما يسمى بالقزع


س 69: وسئل -وفقه الله- يلاحظ أن بعض المدرسين أظفارهم طويلة وشعر رءوسهم بعضه أطول من بعض، وهذا ما يسمى بالقزع التواليت، فهل من توجيه حول هذا الموضوع، ولا سيما أنهم قدوة للطلاب؟
فأجاب: ننصحهـم بأن يتغيروا عن هذا السلوك، حتى لا يكونوا قدوة سوء، فإن تقليم الأظفار من خصال الفطرة ؛ لأن الوسخ يجتمع في داخل الظفر فيستقذر ما لامسه، ويمنع وصول ماء الوضوء إلى ما تحته، فتبطل الطهارة، وقد تعلق به النجاسة إذا استنجى بالماء، فيكون حاملا للنجاسة، وقد يحك بها بعض جسده فيعلق بها وسخ العرق ورائحته؛ فلذلك جاء الشرع بالتقليم والقص، وهو أخذ ما زاد فوق الإصبع، ويترك منه ما يحتاجه لحك جلده أو لقبض ما يستلزم قبضه بالأظافر.
وقد ورد في الصحيح تحديد مدة قص الأظافر والشارب ونتف الإبط والاستحداد بأربعين يومًا والمستحب فعل ذلك كل جمعة، وهو الأَولى، وذلك من باب النظافة التي هي من الإيمان، ومن تحسين البدن وتنظيفه والاحتياط للطهارة وكف الأذى والروائح المستنكرة، ومن باب مخالفة المشركين ومن قلدهم، وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، فعليه أن لا يشوه صورته ولا يقبح منظره، فيعمل بخصال الفطرة، ويحافظ على المروءة وعلى التآلف المطلوب؛ لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الحسنة انبسطت إليه النفس واستحب القرب منه، وقبل قوله ولم يمل الجلوس معه، بخلاف المظهر المشين فإن النفوس تنفر منه وتعرض عنه.
فأما عمل التواليت ففي الصحيحين عن ابن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن القزع ؛ وفسر بأنه إذا حلق رأسه ترك شعرًا في الناصية والجانبين، وفي السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى صبيًّا قد حلق بعض رأسه، فقال: احلقوا كله أو ذروا كله وقد أجمعوا على النهي؛ لأنه يشوه الخلقة، وهو زي الشيطان، وفيه تشبه بالكفار من النصارى أو غيرهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
فعلى المدرس الذي هو قدوة وأسوة في أفعاله أن يبتعد عن التقليد والتشبه بالكفار والفساق، وأن يتميز باتباع السنة، والمحافظة على خصال الفطرة التي فطر الله عليها الناس واستحسنتها العقول، والله أعلم.