اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
129624 مشاهدة
دلائل العلو والفوقية لله تعالى

...............................................................................


وكذلك أيضًا عليم بكل شيء يصف نفسه بأنه عليم بذات الصدور أي بما توسوس به الأنفس قال تعالى: وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ مع كونه فوق عرشه ومع كونه عظيمًا فإنه مع ذلك قريب من عباده يقول الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فهو سبحانه قريب من عباده كما يشاء، وهو مع ذلك عليّ؛ أي فوق عباده. يقول شيخ الإسلام: فهو سبحانه عليّ في دنوه قريب في علوه أي: مع كونه عليًّا فوق عباده وفوق عرشه فإنه قريب من عباده.
وقد وصف نفسه بأنه على العرش استوى. استوى على العرش كما يشاء وأنه فوق العرش، وفوق عباده أثبت لنفسه الفوقية في قوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ولا شك أن هذه الفوقية عامة لأنواع الفوقية.
فهو تعالى له فوق الفوقية بكل أنواعها والعلو بكل أنواعه ذكروا أن العلو ثلاثة أنواع علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، وكذلك الفوقية فوقية القهر، وفوقية القدر، وفوقية الذات فالجميع ثابتة له سبحانه، فكما أنه فوق عباده يعني: عليا عليهم، فكذلك فوقهم يعني قاهر لهم، ومتصرف فيهم غالب لهم لا يغلبه أحد تعالى وتقدس، وكذلك أيضًا فوق خلقه بالقدر بل لا نسبة للمخلوق إلى الخالق، ولا نسبة لقدرة الخلق إلى قدرة الخالق ولا مقاربة بينهما.