من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
129580 مشاهدة
علاقة الكرسي بالعرش وعظمة من خلقهما

...............................................................................


قد ذكر الله أن الكرسي وسع السماوات والأرض وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ الكرسي كالمرقاة بين يدي العرش، فالسماوات مع عظمها والأرضون مع كبرها بالنسبة إلى الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس. الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة من الأرض. حلقة حديدة متلاقية الطرفين ألقيت في فلاة ماذا تشغل من هذه الأرض؟ ورد أيضًا عن ابن عباس قال: ما السماوات السبع، والأرضون السبع في كف الرحمن في قبضة الرحمن كمثل حبة خردل في يد عبد. حبة الخردل أصغر من حبة الدخن من أصغر ما يوصف. ماذا تشغل هذه الحبة في كف الإنسان؟ لو قبض مثلاً عشرة آلاف من حب الخردل لقبضها في يده فكيف بحبة واحدة.