شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
220769 مشاهدة print word pdf
line-top
كثرة المذاهب الإلحادية والرد عليها

...............................................................................


في هذه الأزمنة فشت هذه المذاهب الإلحادية، والتي تنسب الأمور إلى أنها بالطبائع أنها طبيعة طبيعتها فيقال لهم: من الذي طبع الطبيعة؟ من الذي أوجدها؟ الطبيعة لا بد لها من طابع في أبيات الحكم رحمه الله يقول:
ولا نصيـخ لعصـري يفـوه بمـا
ينـاقض الشـرع أو إيـاه يعتقـد
يرى الطبيعـة في الأشيا مؤثـرة
أيـن الطبيعـة يا مخذول إذ وجدوا؟
أين الطبيعة إذ وجدوا؟ إذا فنعتقد أن هذا الكون أوجده ربنا سبحانه بجميع ما فيه، وأوجد في كل جهة ما يناسبها؛ ولذلك يلفت الله تعالى الأنظار إلى هذه الموجودات والمخلوقات في مثل قوله تعالى عن نوح أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا يعني أن أصلكم خُلقتم من الأرض بخلق أبيكم؛ بخلق آدم أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا أي: بعد موتكم تعودون إلى الأرض وتكونون ترابا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا .
هذا من آيات الله جعل لكم الأرض بساطا أي: فراشا مستويا تتقلبون عليه جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا وهكذا الآيات الكثيرة التي يذكرها الله تعالى للدلالة على قدرته مثل قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ومثل قوله: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا إلى آخر الآيات، ومثل قوله: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ إلى آخر الآيات، ومثل قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ إلى آخر الآيات التي يذكر الله تعالى فيها قدرته وأنه المتفرد بهذا كله.
فالذي يتفكر في آيات الله تعالى يأخذ من ذلك عبرة وموعظة ويعرف بذلك عموم قدرة الله على كل شيء وعظمته.

line-bottom