القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
129472 مشاهدة
دقة الخلق تدل على عظمة الخالق

...............................................................................


ويقال كذلك أيضا في المخلوقات الصغيرة والكبيرة. من المشاهد مثلا كبار المخلوقات كالفيل مثلا والإبل التي هي من أكبر المخلوقات الدالة التي تدب على الأرض، مشاهد أنها إذا قطعت إحدى قوائمها تحسرت واختل سيرها، وكذلك أيضا إذا فقددت حاسة من حواسها فقدت البصر أو فقدت السمع أو فقدت اللسان، فماذا تكون حالتها؟ لا شك أنه تختل حياتها دليل على أن الذي خلقها أكمل لها خلقها، أتم لها ما تحتاج إليه.
ويقال كذلك أيضا في صغار المخلوقات. مثلا الذرة التي هي من أصغر المخلوقات والبعوضة التي هي من أصغر المخلوقات التي يدركها الحس جعل الله لها أعضاءا تناسبها، لا يدركها إحساس الإنسان. لو قيل له: صور لنا عين ذرة أو بعوضة ماذا يكون؟ لا يرى عينها إلا بمجهرٍ يكبرها كي يجده كبيرا. جعل الله تعالى لها أعضاءً كاملة؛ أعضاء داخلة وأعضاء خارجة، فجعل لها خراطيم تأكل بها، وجعل لها أيضا أعضاء داخلية تصّرف بها الغذاء. غذاء الذرة مثلا الذي تتقوت به من الذي يتصوره؟ وكذلك غذاء البعوضة التي تمتص الدم فيبقى متحجرا في بطنها كيف يتصرف؟ وكيف يمشي في أعضائها؟ وكيف يمشي في عروقها وفي أمعائها؟
لا شك أن الذي خلقها كونها وأعطاها ما تكمل به حاجتها. ننظر بعد ذلك إلى تصرف الخالق سبحانه وتعالى في خلقه، فإنه فاوت بينهم.