اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
تفاسير سور من القرآن
110401 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ

...............................................................................


وقوله: وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ الذكرى هنا مصدر مؤنث تأنيثا لفظيا بألف التأنيث المقصورة.
وأصله بمعنى التذكير؛ أي لأجل الإنذار لكل من عصى وتمرد وللتذكير للمؤمنين العاملين به. والذكرى هي الاتعاظ؛ لأن المؤمنين يذكرهم فتنفعهم الذكرى وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ .
وقوله: وَذِكْرَى في محل إعرابه ثلاثة أوجه معروفة: أظهرها: أنه في محل خفض معطوف على لِتُنْذِرَ بِهِ ؛ أي: للإنذار وللتذكير، ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على محل لِتُنْذِرَ بِهِ ؛ لأنه هو ينذر وهو في معنى مفعول لأجله. ويجوز أن يكون مبتدأ، ويجوز أن يكون معطوفا على قوله: كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ أنزلناها إليك. والأول هو الأظهر.
والمؤمنون عباد الله المصدقون بقلوبهم تصديقا تساعده جوارحهم؛ فيكون القلب مصدقا، وتظهر آثار ذلك التصديق على الجوارح بأن تطيع الله وتمتثل أمره وتجتنب نهيه.
فالإيمان في لغة العرب يطلق على التصديق، ومنه وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ؛ أي بمصدقنا في أن يوسف أكله الذئب ، وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ وهو في اصطلاح الشرع التصديق من جهاته الثلاث: هو تصديق القلب بالاعتقاد، وتصديق اللسان بالإقرار، وتصديق الجوارح بالعمل.
فالإيمان قول وعمل ينقص ويزيد بحسب الأعمال الصالحة وعدمها، على مذهب أهل السنة والجماعة الذي دلت عليه نصوص الوحي في القرآن والأحاديث الصحيحة بكثرة. قوله: لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وما جرى مجرى ذلك من النصوص.
في الحديث الصحيح: إن الإيمان بضع وسبعون -وفي بعضها وستون- شعبة أعلاها شهادة ألا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وقد سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح إماطة الأذى عن الطريق إيمانا.
وقد سمى الصلاة إيمانا في قوله: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ؛ أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل نسخ القبلة إليه. وهذا معنى قوله: وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ .

line-bottom