تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
محاضرة الإيمان باليوم الآخر
8905 مشاهدة
محاضرة الإيمان باليوم الآخر

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
إنها لمناسبة طيبة، وليلة مباركة، ومجلس عطر يجمعنا بالحبيب إلى قلوبنا شيخنا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي طالما تربينا ونهلنا من علمه مقروءا ومسموعا، وها هو اليوم يجلس أمامنا، ويسعدنا بدروسه وبعلمه.
فباسمكم جميعا أحيي فضيلة الشيخ، ونقول: أهلا وسهلا ومرحبا بين أبنائك وإخوانك، في بيت من بيوت الله تعالى، وإنا والله لنشهد الله على حبه وعلى ما نكن له من التقدير والاحترام؛ فهو من علماء الأمة وقادتها الذين نعلم أن الارتباط بهم هو طريق العزة وطريق الفلاح.
فنترككم ولا نطيل عليكم فأنتم في شوق لسماع كلماته المضيئة وتوجيهاته الموفقة، وأترككم مع فضيلة الشيخ ومحاضرة بعنوان الإيمان بالغيب حقيقته وأثره في حياة المسلم. ونعدكم كذلك وتطفلا على الشيخ أن يكون النصيب الأكبر من المحاضرة هو للأسئلة؛ للحاجة الملحة للإخوة؛ لأن كثيرا من الإخوة رغب في إلقاء سؤاله في مناسبة مضت ولكن نقول: إن هذا هو اليوم المناسب لإلقاء هذه الأسئلة ونعدكم متطفلين على الشيخ أن يكون الوقت الأكثر من المحاضرة للأسئلة ونترككم مع فضيلته، جزاه الله خيرا.