اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
محاضرة الإيمان باليوم الآخر
9129 مشاهدة
تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
إنها لمناسبة طيبة، وليلة مباركة، ومجلس عطر يجمعنا بالحبيب إلى قلوبنا شيخنا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي طالما تربينا ونهلنا من علمه مقروءا ومسموعا، وها هو اليوم يجلس أمامنا، ويسعدنا بدروسه وبعلمه.
فباسمكم جميعا أحيي فضيلة الشيخ، ونقول: أهلا وسهلا ومرحبا بين أبنائك وإخوانك، في بيت من بيوت الله تعالى، وإنا والله لنشهد الله على حبه وعلى ما نكن له من التقدير والاحترام؛ فهو من علماء الأمة وقادتها الذين نعلم أن الارتباط بهم هو طريق العزة وطريق الفلاح.
فنترككم ولا نطيل عليكم فأنتم في شوق لسماع كلماته المضيئة وتوجيهاته الموفقة، وأترككم مع فضيلة الشيخ ومحاضرة بعنوان الإيمان بالغيب حقيقته وأثره في حياة المسلم. ونعدكم كذلك وتطفلا على الشيخ أن يكون النصيب الأكبر من المحاضرة هو للأسئلة؛ للحاجة الملحة للإخوة؛ لأن كثيرا من الإخوة رغب في إلقاء سؤاله في مناسبة مضت ولكن نقول: إن هذا هو اليوم المناسب لإلقاء هذه الأسئلة ونعدكم متطفلين على الشيخ أن يكون الوقت الأكثر من المحاضرة للأسئلة ونترككم مع فضيلته، جزاه الله خيرا.