الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
237863 مشاهدة print word pdf
line-top
عظمة حملة العرش دليل عظمة خالقهم

...............................................................................


كذلك أيضًا عظمة حملة العرش. قد مر بنا الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: أذن لي أن أحدث عن ملك ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة مائة سنة وفي رواية: خمسمائة. ما بين شحمة أذنه أي: أسفل الأذن إلى العاتق أي المنكب وأن أقدامهم تحت الأرض السابعة، وأن العرش على متونهم، وأنهم ما حملوه إلا بقوة الله حيث قواهم. في بعض الروايات: أن الله لما خلقهم بهذه العظمة قالوا: يا رب لأي شيء خلقتنا؟ قال: لحمل عرشي قالوا: كيف نحمل عرشك وأنت رب العالمين؟ فقال: احملوه بالتسبيح أو بتقويتي لكم، فكانوا يسبحون فأعانهم الله تعالى بذلك التسبيح على قدرتهم على حمل العرش، ولذلك قال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ هكذا أخبر بأنهم يسبحون.
قال بعض المفسرين: إنهم دائمًا يسبحون؛ سبحان ربنا الأعلى، سبحان ربنا العظيم، سبحان رب الأرباب، سبحان مالك الملك، سبحان العلي الأعلى، سبحان الملك القدوس، وأن هذا التسبيح هو الذي بإذن الله قدروا معه على أن يحملوا هذا العرش مع عظمة العرش ومع ما هو عليه من السعة. قد تقدم أن الله تعالى ذكر أن الكرسي قد وسع السماوات والأرض، وأن الكرسي كالمرقاة بين يدي العرش، وأن الكرسي بالنسبة إلى العرش صغير. فإذا كانت عظمة هذه المخلوقات فكيف بعظمة الذي خلقها.

line-bottom