لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
230774 مشاهدة print word pdf
line-top
الله تعالى يسمع خفي الخطاب

...............................................................................


من أسماء الله تعالى التي لها معنىً خاص اسم السميع، أن من أسماء الله السميع وأنه يسمع كل شيء يسمع جهر القول وخفي الخطاب، يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في ظلمة الليل.
قالت عائشة رضي الله عنها: سبحان من سمع خفي الأصوات، ثم ذكرت أن المجادلة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت تشتكي إلى الله ما حصل بينها وبين زوجها الذي ظاهر منها، وقال لها: أنت علي كظهر أمي تقول عائشة وإني لفي جانب البيت ويخفى علي بعض كلامها. أنزل الله قوله: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ذكر الفعل بالماضي سمع الله وذكره بالمضارع وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا وذكر من أسمائه السميع، البصير، وسع سمعه الأصوات يسمع جهر القول وخفي الخطاب.
إذا آمن العبد بأن ربه سبحانه سميع وأنه يسمع كل شيء جهرًا أو إخفاتًا فإن ذلك يحمله على أن لا يتكلم بسوء ولو كان سرًّا، بل يكون كلامه كلامًا حسنًا كلامًا مفيدًا؛ لأنه يعلم أن ربه سبحانه سوف يثيبه، وسوف يجازيه على هذا الكلام، ويعلم أن ربه يسمعه ولا يخفى عليه منه خافية، يسمع كلماته ونبرات وحركات لسانه، ويعلم أن الله تعالى يثيبه على ذلك.

line-bottom