الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
237697 مشاهدة print word pdf
line-top
إحاطة علم الله بأعمال العباد

...............................................................................


من عقيدة المسلمين أنهم يعتقدون أن الله تعالى عالم بالأعمال؛ عالم بأعمال العباد كلها لا يخفى عليه منهم خافية، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فيعلم ما يعملون قبل أن يعملوا وبعدما يعملوا، ومن عمل عملا فإن الله تعالى مطلع عليه وعالم بأنه عمل كذا أو أنه سيعمل كذا وكذا، ومع ذلك فإنه وكَّل ملائكة يكتبون على العباد أعمالهم حتى يكون ذلك أقوم للحجة عليهم.
ثم الملائكة يرفعون الأعمال التي يكتبونها كل ما عملوا من عمل رفع إلى الله تعالى فيمحو ما يشاء، ويثبت ما يشاء. قال تعالى: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ يمحو الله ما يشاء، ويثبت. أي يثبت في الكتاب المحفوظ أو في الصحف ما يشاء ويمحي ما لا ثواب فيه ولا عقاب فيه، أو يمحو الله الذنوب التي تاب العبد منها فيترك ثوابها أو يثبت ثواب الحسنات، أو يمحو الحسنات التي حبطت أحبطها الشرك أو أحبطتها المعاصي أو ما أشبهها.

line-bottom