إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
237722 مشاهدة print word pdf
line-top
دقة الخلق تدل على عظمة الخالق

...............................................................................


ويقال كذلك أيضا في المخلوقات الصغيرة والكبيرة. من المشاهد مثلا كبار المخلوقات كالفيل مثلا والإبل التي هي من أكبر المخلوقات الدالة التي تدب على الأرض، مشاهد أنها إذا قطعت إحدى قوائمها تحسرت واختل سيرها، وكذلك أيضا إذا فقددت حاسة من حواسها فقدت البصر أو فقدت السمع أو فقدت اللسان، فماذا تكون حالتها؟ لا شك أنه تختل حياتها دليل على أن الذي خلقها أكمل لها خلقها، أتم لها ما تحتاج إليه.
ويقال كذلك أيضا في صغار المخلوقات. مثلا الذرة التي هي من أصغر المخلوقات والبعوضة التي هي من أصغر المخلوقات التي يدركها الحس جعل الله لها أعضاءا تناسبها، لا يدركها إحساس الإنسان. لو قيل له: صور لنا عين ذرة أو بعوضة ماذا يكون؟ لا يرى عينها إلا بمجهرٍ يكبرها كي يجده كبيرا. جعل الله تعالى لها أعضاءً كاملة؛ أعضاء داخلة وأعضاء خارجة، فجعل لها خراطيم تأكل بها، وجعل لها أيضا أعضاء داخلية تصّرف بها الغذاء. غذاء الذرة مثلا الذي تتقوت به من الذي يتصوره؟ وكذلك غذاء البعوضة التي تمتص الدم فيبقى متحجرا في بطنها كيف يتصرف؟ وكيف يمشي في أعضائها؟ وكيف يمشي في عروقها وفي أمعائها؟
لا شك أن الذي خلقها كونها وأعطاها ما تكمل به حاجتها. ننظر بعد ذلك إلى تصرف الخالق سبحانه وتعالى في خلقه، فإنه فاوت بينهم.

line-bottom